mony 2010 عضو بشله شباب
عدد الرسائل : 19 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: لعنة الفراعنة تطارد سفراء اسرائيل في القاهرة 2008-09-06, 8:25 pm | |
| [size=18]
تم افتتاح أول سفارة إسرائيلية في مصر في فبراير 1980 على يد السفير "إلياهو بن أليسار"، وكانت السفارة الإسرائيلية عبارة عن فيلا بحي المهندسين، غرب نيل القاهرة، لكنها نقلت -لأسباب أمنية - فيما بعد لإحدى البنايات الضخمة المطلة على نيل القاهرة وجسر جامعة القاهرة بشارع ابن مالك، حيث تحتل السفارة الطابقين الأخيرين بجانب السطح، ويحيط بالمبنى إجراءات أمنية غير عادية؛ نظرا لقربها من الجامعة وتكرار خروج تظاهرات للطلاب باتجاه السفارة.
ولكن فترة بقاء إلياهو بن أليسار لم تدم كثيرا في القاهرة؛ حيث غادرها بعد عام واحد وطلب نقله لإسرائيل،
قال في مذكراته: إنه خرج بثلاثة أصدقاء فقط في القاهرة، من بينهم سائق سيارته المصري.
وجاء السفير الثاني "موشيه ساسون" خلفا له، وكان يشكو مر الشكوى من العزلة ضده، حتى إنه كتب مذكراته خصيصا عن هذه التجربة في كتاب "7 أعوام في أرض المصريين" الذي قال فيه: إنه كاد يصاب بمرض نفسي نتيجة العزلة التي فرضت عليه من الحكومة المصرية ومن الشعب ومن أجهزة الأمن المصرية، خاصة أنه كان هدفا لعدد من العمليات والحوادث، أبرزها "تنظيم ثورة مصر" الناصري الذي هاجم سيارات دبلوماسيين إسرائيليين.
وروى "ساسون" في مذكراته العقبات والصعاب التي لاقاها في القاهرة، وتهرب الكثيرين من المصريين من مصادقته، أو التعرف عليه، ولم يكن له سوى صديق في ميدان التحرير يعمل تاجر أثاث، كان يتردد عليه ليتعرف على المصريين.
أما السفير الثالث "شمعون شامير" الذي تم تعيينه في يونيو عام 1988 فقد وجد عداء أكبر من المصريين وهجوما من الإعلام وصحف المعارضة المصرية، خصوصا أنه قام بتأسيس المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالسفارة الذي وصفه كثيرون بأنه "وكر لجواسيس إسرائيل"، وتم طرد 10 من العاملين به للشك في نواياهم وعدم الارتياح لهم، وانتهى به الأمر للانتقال سفيرا في الأردن.
أما السفير الرابع "إفرايم دوفيك" فلم يتحمل المقاطعة الشعبية والرسمية له، وتجاهل وجوده كسفير مثل باقي السفراء، وفشلت المهدئات معه، بجانب معاناته من تجاهل الخارجية المصرية له تماما، فما كان منه إلا أن تقدم باستقالته، بعد أقل من عام، وقال عقب عودته: إن مهمة أي سفير إسرائيلي في القاهرة "هي مهمة صعبة وشاقة للغاية، وإنه لم يستطع تحمل العزلة فاستقال في النهاية".
ويبدو أن هذه التجارب الفاشلة كانت وراء تعيين سفير من أصل مصري؛ لعله يتمكن من اختراق الشعب المصري، وهو السفير الخامس "ديفيد بن سلطان" الذي كان وزيرا مفوضا في السفارة الإسرائيلية بين عامي 83-1985، وتم تعيينه سفيرا بالقاهرة في 22 أغسطس من عام 1992، وهو من مواليد الإسكندرية عام 1938، وكان يتحدث العربية بطلاقة مدهشة، ويجيد اللهجة المصرية، وكان يدرس في مدارس "الليسيه" الخاصة عندما هاجر مع أسرته في عام 1949 مع من هاجروا لإسرائيل.
ولكن كل ذلك لم يشفع له، وعانى كسابقيه من العزلة والوحدة لدرجة أنه -كما تروي مجلة "آخر ساعة" المصرية - كان قد التقى بأحد الفنانين في إحدى الحفلات وتحدث معه، واعتقد أنه أصبح صديقا له، فذهب إليه بمنزله، وهو يحمل في يده كيس مكسرات إسرائيليا، فرفض الفنان استقباله في منزله، كما رفض الهدية.
وفي نهاية الأمر ترك القاهرة وعاد لبلاده قبل انتهاء فترته بثمانية أشهر كاملة وقبل انعقاد المؤتمر الاقتصادي بالقاهرة في نوفمبر من عام 1996 ليظل المنصب شاغرا لثمانية أشهر، حيث كانت فترته تنتهي في مايو 1997.
وجاء الدور على السفير السادس "تسفي مازئيل" الذي اشتهر بأنه أرسل خطابا شهيرا لتل أبيب يبلغهم فيه "أن العمل بالقاهرة قد سبب له ضغطا عصبيا شديدا هو وزوجته، وأنه يطالب بإجازات أكثر من تلك الأجازات الممنوحة للسفراء في الأوقات العادية"، واشتهر بالاشتباك مع الصحفيين المصريين الذين كالوا له الشتائم والسباب، لدرجة أنه صاحب العبارة الشهيرة للصحفيين المصريين: "لماذا تكرهوننا؟".
وقد لخصت "ميشال مزائيلي" زوجة السفير الإسرائيلي رقم (6) في مصر قبل أن تحزم حقائبها هي وزوجها قصتهما في مصر عقب عودتها قائلة: "كنا نعتقد أن المسافة بين القاهرة وتل أبيب ساعة واحدة بالطائرة، بيد أننا اكتشفنا أن المسافة أطول من ذلك بكثير!"، واشتكت أن زوجها طلب تغييره ونقله من مصر قرابة 12 مرة بسبب حالة العداء والمقاطعة التي يقابل بها من قبل المصريين عموما، مما دعاه للتعامل فقط مع الجاليات الدبلوماسية الغربية، ولذلك لم يكن يحضر مناسبة واحدة في مصر إلا وهو يتأبط ذراع السفير الأمريكي بالقاهرة وكأنه "البودي جارد" المخصص له. عائد بأسرع مما تتصورون
وقد واصل السفير السابع "جدعون بن عامي" نفس سياسة الصدام مع الإعلام المصري والشكوى من الحصار ونبذ المصريين للسفراء الإسرائيليين (وزارة الخارجية المصرية لطعته 4 أشهر قبل أن يتسلم الرئيس مبارك أوراق اعتماده)، خصوصا أنه وصل مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وكان حظه أكثر سوءا لأنه تولى في فترة رئاسة شارون للوزراء.
ولأن غالبية السفراء الستة السابقين لم يكملوا مدتهم الرسمية للعمل بالقاهرة أو يمددها أحد منهم، فقد كان أول تصريح يدلي به السفير السابع مع وصوله القاهرة هو أنه سرعان ما سيلحق ببقية السفراء الستة ويعود سريعا لتل أبيب بسبب عداء المصريين المتوقع له.
فالسفير "جدعون بن عامي" الذي أطلق عددا من التصريحات الوردية فور وصوله حول نيته تكثيف علاقاته مع رجال الأعمال المصريين، وفتح قنوات جديدة للتعاون، لم يخف توقعه أن تكون فترته من أسوأ الفترات للسفراء الإسرائيليين في مصر بسبب التدهور في العلاقات المصرية الإسرائيلية التي وصلت لحد توجيه الرئيس المصري حسني مبارك نقدا لاذعا لشارون رئيس وزراء إسرائيل ووصفه بأنه لا يعرف سوى القتل ولا يفهم شيئا في السياسة، فضلا عن وصف وزير خارجية مصر حكومة شارون بأنها "عصابة للقتل".
بل إنه توقع -في حوار مع التلفزيون الإسرائيلي قبل وصوله القاهرة ليتولى منصبه - تشاؤمه من نجاح مهمته في مصر، حيث قال: "انتظروني، سأعود مبكرا أسوة بزملائي الستة السابقين.. إقامتي لن تدوم طويلا".
ولم يتحمل السفير الثامن "إيلي شاكيد" الذي تولى منصبه في يناير 2004 الوضع في ظل العداء لإسرائيل على نطاق واسع ودعوات المقاطعة، خصوصا في ظل تصاعد عدوان شارون، خاصة أن رؤساء تحرير الصحف المصرية كالوا له نقدا لاذعا عندما حاول الدفاع عن تل أبيب؛ ولذلك قرر بدورة العودة لتل أبيب والتقاعد على نحو مفاجئ بعد عام واحد من عمله في مصر، ونقلت عنه مصادر دبلوماسية غربية قوله: إن مناخ العداء الذي أحاط به منذ تسلمه منصبه لم يمنحه على الإطلاق أي فرصة للتواصل مع الشارع المصري مع أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة.
وكان السفير شاكيد قد سعى لاتباع أسلوب "إثبات الذات" بدلا من تجاهله في مصر عبر إرسال رسائل إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية الرسمية الكبرى يبدي فيها رأيه فيما يكتبون بخصوص إسرائيل، دون أن يخلو حديثه من انتقادات لهم باللاسامية أو عدم قول الحقائق.
ومن هذه الحالات سعيه في يناير 2004 للرد على مقال رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" المصرية الذي يشيد فيه بعملية استشهادية قامت بها الأم الفلسطينية ريم الرياشي، حيث انتقد السفير -في رسالة للصحيفة- وصف العملية بأنها "استشهادية" لا "إرهابية" -كما وصفها هو- وعنّف جريدة الجمهورية (التي نشرت رده)، كما انتقد قيام أم فلسطينية بترك أطفالها الصغار "لتنتحر"، كما قال.
وقد رد عليه رئيس تحرير الجمهورية سمير رجب متهما إسرائيل بأنها المسئولة عما يحدث، ووصف تعقيبات السفير شاكيد بأنها ليّ للحقائق، ومحاولة لإرهاب الصحافة بتهمة "اللاسامية"، مذكرا إياه بأن العرب ساميون أيضا.
وشاء حظ السفير شاكيد العاثر أن يبعث برسالة أخرى إلى جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار في مارس 2004 يعقب فيها على قول دويدار إن "إسرائيل هي المسئولة عن الكارثة الفلسطينية وعن مأساة الفلسطينيين"، جاءت في نفس توقيت عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، التي أغضبت الشارع المصري، فناله هذه المرة من الهجوم ما لم يحظ به سفير إسرائيلي سابق في مصر بدرجة غير مسبوقة، ربما تجعل السفير يشكو للخارجية المصرية.
ووصف دويدار السفير الإسرائيلي بالقاهرة بأنه "وقح" و"كذاب" و"جلياط" و"مفلوت اللسان"، وقال في رده عليه: إنه ينشر رسالته "لتأخذ حظها من لعنات القراء وما يتيسر من "الـ....."؟؟.
وختم دويدار بالرد على تحدي شاكيد له نشر رسالته فقال: "أرجو أيها السفير أن تكون قد تبينت شجاعتي المتمثلة في نشر رسالتكم الملوثة بدماء الشهداء والأبرياء والمليئة بالوقاحة والتضليل، وكذلك ردي على ما جاء فيها بما يؤكد حرصنا على حرية الرأي والتعبير".
[/size] | |
|