عدد الرسائل : 77 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
موضوع: برنامج يوم رمضانى 2008-09-06, 4:37 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أختي الحبيبة .. نهنّئكِ
بحلول شهر رمضان المبارك ونحمد الله جلّ في علاه أن بلّغنا إيّاه ، ونسأله أن يتمّ نعمته علينا ويمدّ في أعمارنا لنغتنمه على أفضل الوجوه والصفات .. اللهمـ آميــن
أختي الحبيبة .. لا تستهوني به !!
فإن بركته ممدودة ، وثوابه واسع ، والطاعة فيه مُثمرة ، و لا ندري إن كان رمضاننا هذا آخر ما نلقى ، بل ربما تُقبض أرواحنا ونحن فيه .. فلا تضيّعي فرصتكِ الثمينة ،
واســعـي جـاهدة ..
لِحُسن اغتنامه والمُثابرة على الطاعة فيه ،
لتفوزي ..
برضا الله العليم الحكيم وخلود في جنان النعيم وعتق من نيران الجحيم ..
رسولنا الكريم عليه صلوات ربّي وتسليمه قال : -
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان .
فـانـظـري ..
سنضع بين يديكِ برنامجاً " ليومٍ رمضاني "
آملين منكِ يا ابنة الإسلام البنّاءة أن تعزمي النوايا وتحفّزي الهمم للعمل بمحتواه .. وبصلاح نيّتك وصدق عزيمتكِ
...\\ نبدء على بركة الله سبحانه وتعالى /... ......
برنامج يوم رمضاني : -
بداية نوصيكِ بالإخلاص لله تعالى وهو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس .
قال تعالى : - { وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء }
فإن نال الرياء ( الشرك الخفي ) من أنفسنا وعباداتنا وكل توجّهاتنا اعلمي أن الأعمال قد مُحقت وحُسن الجزاء قد انعدم ،
أولاً : وقتُ السَحر
- نصحى على بركة الله في هذا الوقت لتناول السحور ففي السحور بركة ، وقد أوصانا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام به فقال : -.
وقال أيضاً : ( لا تزال أمتي بخير ما عجّلوا الإفطار وأخّروا السحور ) رواه أحمد .
لذلك لا تتنازلي عنه بقصد منكِ حتّى تحصّلين هذه البركة بإذنه سبحانه وتعالى .
ووقتُ السحر من أجلّ الاوقات وأعظمها ، ففيه ينزل الباري عزّ وجلّ إلى السماء الدنيا ويقول : -
( من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له )،
لذلك توجّهي إلى الله بقلب خاشع واسأليه ما شئتِ من خيرات الدنيا والآخرة ، واستغفري لذنبكِ وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، كما لا تنسي بارك الله بكِ الدعاء للأمّة الإسلامية بأن يفرّج الله همها وغمها وينصرها على أعدائها ويُعلي رايتها ويبارك بأبنائها ويهديهم صراطه المستقيم .
ثانياً : وقتُ الفجر
- عند سماع الأذان ردّدي مع المؤذن ما يقول وبعد الانتهاء قولي الدعاء الذي أوصانا به الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام : -
ثمّ ادعي الله ما شئتِ ، لأن الدعاء ما بين الأذان والإقامة مستجاب ولا يردّ كما جاء في هذا الحديث : -
( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) رواه أحمد ..
الآن أسبغي وضوئكِ وتوجّهي لإتمام صلاة الصبح ، ابدئي بركعتي الفجر فهما خير من الدنيا وما فيها .. كما جاء في هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلّم :
( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )
ثمّ أتمّي فرض الفجر(الصبح)
وبعد الانتهاء من الصلاة ابدئي بقراءة أذكار بعد الصلاة ،، كآية الكرسي والتسبيح والحمد والتكبير ، وقراءة المعوّذات وبعض الادعية الخاصة بذكر ما بعد الصلاة .. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
( من سبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر ثلاثاُ وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيئ قدير ، غفرت له خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه مسلم
الآن بعد الانتهاء من صلاة الفجر ، نبدء بأذكار الصباح فإن فيها فضل عظيم ومنفعة كبيرة وبركة واسعة ، لا يعلمها إلاّ من واظب عليها بقلب حاضر خاشع ،
ومن ثمّ ابدئي بقراءة وردكِ اليومي من القرءان فهذا الوقت تشهد الملائكة فيه قراءة القرءان
قال الله عزّ وجلّ : - { وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهوداً } سورة الإسراء 78 .
ثالثاً : وقتُ الضحـــى
وهو ما بين طلوع الشمس بثلث ساعة تقريباً إلى ما قبل الظهر بثلث ساعة تقريباً وفضل صلاة الضُحى لا يعدّ ولا يحصى ، فقد جاء في حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم : -
( يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقه فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم.
يعني بأدائكِ لصلاة الضحى تكونين قد تصدقتِ عن جسدكِ كلّه لهذا اليوم ،
فهل تتركين هذه الفرصة الرائعة !!
أتبعي صلاة الضحى بقراءة جزء من وردكِ اليوميّ متدبرة متمعنة بالأيات وأحكامها واعلمي كما جاء في هذا الحديث أنّ : -
( من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
رابعاً : وقتُ صلاة الظُهر
رددّي مع المؤذن كما ذكرنا في صلاة الفجر وأتمّى دعاء ما بعد الأذان ، ثمّ صلّي قبل الظهر أربعاً وبعدها الفرض واقرئي أذكار ما بعد الصلاة ثمّ صلي ركعتين .. وهذه هي رواتب صلاة الظهر : أربعاً قبله واثنتين بعده ، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ـ في البخاري ـ قال:
( حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح ).
حاولي أن تنهي تحضيرات يومكِ وترتيباته قبل مجيء العصر ،
وأذكّركِ ونفسي بضرورة حفظ لسانكِ من كلّ شرّ و فاحش وقابلي من يُسيء إليكِ بالحسنى ، قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : -
(للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) رواه البخاري و مسلم
واعلمي أنّ السيئة تعظم في رمضان .. قل ابن باز رحمه الله : شهر رمضان هو أفضل أشهر العام ، فهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار ، فإذا كان الشهر فاضلا والمكان فاضلا ضوعفت فيه الحسنات ، وعظم فيه إثم السيئات ، فسيئة في رمضان أعظم إثما من سيئة في غيره ، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثوابا عند الله من طاعة في غيره .
لذلك احرصي دائماً وأبداً على فعل الخيرات واجتناب المحرّمات ..
ففي الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلّم :
( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
ولتجعلي في كل يوم لكِ صدقة في سبيل الله عزّ وجلّ ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كان تمرة ، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم .
والرسول صلّى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان ، كما انّه قال عن الصدقة : -
( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي
وحتّى لو كانت حالتكِ المعيشيّة ضيّقة بإمكانكِ التصدّق لو بالشيء البسيط !! فاللــه سبحانه وتعالى يُبارك بالصدقة الخالصة له مهما قلّت ..
وإيّاكِ و السير وراء بهرجة الفضائيات والانقياد التامّ لجاذبيّة المسلسلات ، فالوقت في رمضان ثمين و عار علينا أن نبيعه بشي وهين ،،
ممكن ان تشغلين هذا الوقت بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : -
( من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه )
وبإمكانكِ أن تصلينَ رحمكِ وإن قطعوكِ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : -
( الرحم معلقة بالعرش ، تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) رواه البخاري ومسلم
خامساً : وقتُ العَصر
اتبعي بعد دخول وقتُ العصر كما بينّا في صلاة الفجر والظهر .. وصلاة العصر ليس معها راتبة في أصحّ قولي العلماء والله تعالى أعلم. وبعد الانتهاء اذكري أذكار ما بعد الصلاة ..
ثمّ اشـــرعي لذكر أذكـــار المســـاء ..
في هذا الوقتُ ربما تنشغلي بترتيب المائدة وتحضير الطعام ، لذلك احتسبي أجركِ عند الله في هذا العمل .. فالاحتساب عبادة رابحة ومُثمرة بإذنه سبحانه وتعالى ،
و الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، يقول: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ..
فبمجرّد احتسابكِ لكلّ ما تقومين به من أعمال ، تُصبح حياتكِ كلّها عبادة لله عزّ وجلّ
وطبعاً أجدد وصيتي لكِ بالإكثار من ذكر الله والتسبيح والاستغفار والدعاء ،
وحاولي أن تسعي بإفطار صائم لأنّه جاء في هذا الحديث :
وأذكّركِ ونفسي بالصبر على المصاعب والمتاعب ، قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : -
( ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه ) رواه البخاري
وأيضاً اسعي قدّر المستطاع أن تُعيني المسلمين ، جاء في هذا الحديث : -
( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي
سادساً : وقتُ المغرب
عند أذان المغرب رددي مع المؤذن واتّبعي الخطوات التي ذكرناها في الصلوات السابقة ،
ثمّ عجّلي بالافطار لقوله صلّى الله عليه وسلّم : -
( لا يزال الدين ظاهرا ما عجّل الناس الفطر ؛ لأن اليهود والنصارى يؤخّرون ) رواه أبو داوود
( ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار ، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة ) رواه الطبراني .
و اتبعي بكيفية إفطاركِ خطى الحبيب عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث أنّه كان عليه الصلاة والسلام يقول عند الإفطار
(ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله) صححه الألباني رقم: 4678 في صحيح الجامع .
واحمدي الله تعالى بعد الأكل والشرب ، قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : -
( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم
أتمّي صلاة المغرب مع سنتها التي هي ركعتين بعدها ومن ثمّ أذكار ما بعد الصلاة ..
وأذكّركِ بتجنّب الإسراف في الأكل والشُرب .
سابعاً : وقتُ العشــــــاء
- عند صلاة العشاء اتّبعي الخطوات التي ذكرناها في الصلوات السابقة ، وسنة العشاء تكون ركعتين بعدها ، وبهذا تكونين قد أتممتِ ولله الحمد في يومكِ اثنتي عشر ركعة نافلة جاء في فضل هذه الركعات : -
( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم
ومن ثمّ تكونين قد أديّتِ الصلوات الخمس ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : -
( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله ) رواه مسلم.
وأدائها في وقتها يُعتبر من أفضل الأعمال كما جاء في هذا الحديث : -
( سئل الرسول : أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها ) رواه البخاري ومسلم.
أمّا بالنسبة لصلاة التروايح فإمّا أن تصلّيها هي والعشاء في المسجد ولكن الأفضل لكِ أن تصلّي في البيت ، انظري لحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم : -
( عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي : " أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل " ). رواه أحمد ( 26550 ) .
- ولكِ بعد الانتهاء من صلاة التراويح الشروع في إتمام وردكِ من القرءان الذي خصصتيه لهذا اليوم .. وكذلك مجالسة العائلة أو الصديقات على حسب الظروف والإمكانيّات ، وتبادل النصائح والمواعظ الدينية المفيدة ، ومُدارسة القرءان وغيرها من الأعمال المستحبّة ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) , رواه مسلم
وحاولي إدخال السرور على من حولكِ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : -
( من لقي أخاه المسلم بما يحب يسره بذلك سره الله عز وجل يوم القيامة ) رواه الطبراني
وكذلك إن توفّر لكِ أي نشاط دعوي لا تترددّي باتقانه ، سواءً عن طريق النت وغيره .
واحتسبي كلّ عملٍ تقومين به في سبيل الله ، فالأعمال تُجازى بالنيات ولكلّ امرء ما ينوي ..